اوصت الندوة العلمية التي نظمها مركز بحوث التقنيات الاحيائية حول مرض الايبولا، بحزمة من الاقتراحات في مقدمتها نشر الوعي العلمي وضبط المنافذ الحدودية، وذلك في اطار الدور التوعوي الذي تلعبه الجامعة في اشراك البيئة المجتمعية بهدف الوصول الى اهداف واقعية تطبيقية ومعالجات علمية، تجنبا لدخول هذا الفيروس الى العراق.
وكان مركز بحوث التقنيات الاحيائية، قد نظم ندوة علمية عن مرض الايبولا.. الاسباب والمعالجات، بحضور مختصين في وزارة الصحة، والطب البيطري، والزراعة، والبيئة، والعلوم والتكنولوجيا، والمركز العراقي لبحوث السرطان والوراثة، وجامعة بغداد، والجامعة المستنصرية، وجامعة المثنى، وعدد من المهتمين في الجامعة.
ومن بين تلك التوصيات التي خرجت بها الندوة، نشر الوعي العلمي والتثقيفي عند المواطن بمسببات ومخاطر هذا المرض الفيروسي وكيفية الوقاية منه من خلال وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، نظرا لوبائية المرض وعدم وجود الادوية واللقاحات المعتمدة، كما اوصت بضرورة التاكيد على المنافذ الحدودية لاخذ الاحتياطات اللازمة في منع دخول الاشخاص الذين يشك في اصابتهم بفيروس هذا المرض وخاصة مواطني الدول التي انتشر فيها الوباء.
كما دعت التوصيات وزارة الصحة الى ضرورة تخصيص مراكز وردهات لعزل الاشخاص المشكوك باصابتهم بفيروس هذا المرض عزلا تاما، وان تكون بعيدة عن الاماكن المزدحمة وتتوفر فيها مستلزمات السلامة والوقاية من هذا المرض خاصة للعاملين على رعاية المرضى، فضلا عن توفير العلاجات المطلوبة.
واكدت التوصيات على عدم استيراد الحيوانات الناقلة لمسببات هذا المرض كالقردة والكلاب وبعض انواع الطيور وخاصة تلك الوافدة من الدول الموبوءة بالمرض، ومنع استيراد المنتجات الحيوانية واللحوم من الدول التي ينتشر فيها مرض الايبولا، واجراء الفحوصات المختبرية للمنتجات الغذائية والحيوانية الداخلة الى العراق للتاكد من خلوها من فيروس هذا المرض.
كما اشارت الى منع السفر في الوقت الحاضر الى الدول التي ينتشر بها هذا الوباء الا في الحالات الضرورية والاستثنائية مع الاخذ بكل الاحتياطات والتدابير اللازمة لمنع التعرض للاصابة بهذا الفيروس.
وكان السيد رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب، قد اشار الى ان مرض الايبولا ظهر لاول مرة في جمهورية الكونغو عام 1976 قرب نهر ايبولا الذي سمي المرض فيما بعد باسمه، ثم ظهر في السودان، واضاف بانه من الامراض النزفية الخطيرة والقاتلة وينقل بالعدوى من الحيوانات البرية، واورد بعض التفاصيل والارقام عن اعداد ضحايا المرض وتواجده في اماكن متفرقة من العالم، وتمنى الخروج من الندوة بتوصيات من شانها تفعيل المعالجات مع الجهات الصحية والبيئية في كل دول العالم.
من جانبه اوضح الدكتور عبد الجاسم محيسن، مدير مركز بحوث التقنيات الاحيائية في الجامعة، ان مركزه دأب على اقامة مثل هذه الندوات والورش العلمية التي يمكن من خلالها تقديم خدمة للمجتمع وزيادة الوعي العلمي والثقافي، مؤكدا ان موضوع هذه الندوة التي تناقش مرض الايبولا، يعد من المواضيع المهمة، اذ جلب انظار العالم في الاونة الاخيرة لانتشاره في عدد من دول العالم، وتسببه باعداد كبيرة من الوفيات.
وقدمت في الندوة مجموعة من البحوث التي بينت اماكن انتشار المرض وطرق انتقاله وطرق معالجته، اذ قدم الاستاذ الدكتور باسم العضاض من الهيئة العامة للبيطرة في وزارة الزراعة، تقريرا عن ( مرض الايبولا.. مسبباته والوقاية منه)، فيما قدم الاستاذ الدكتور طارق جعفر اللامي، عميد كلية الطب البيطري في جامعة المثنى، شرحا عن ( تطوير لقاحات مناعية لفايروس ايبولا ).
واكدت ممثلة وزارة الصحة الدكتورة جنان خالد، ان النظافة الشخصية هي احد اهم طرق التصدي لهذا المرض، فضلا عن مراجعة اقرب مؤسسة صحية عند ظهور علامات سريرية مثل ارتفاع درجات الحرارة او الاسهال، موضحة ان العراق من البلدان التي ليس لها اتصال مع الدول او الاشخاص حاملي المرض، لكن الوزارة تقوم بمتابعة الاشخاص الذين وصلوا للعراق من مناطق موبوءة بالمرض، فضلا عن ان كوادر الوزارة مهيئة لاستقبال اي حالة مرض فيروسي من اي نوع.
اعلام النهرين/ ندى عمران