يشهـد عالم اليوم تحولات تأريخية كبرى تتنافس مـن خلالها بعض القوى السياسية التـي تتصارع فيما بينها لتحكم السيطرة علـى مجمـل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فـي العالـم ، وتأتـي ظاهرة العولمة فـي مقدمة هـذه التحولات ، والعولمـة عملية مستمرة ، وهـي ما تـزال فـي بدايـة الطريق ، وتشمل جميـع مراحـل عملية إعـادة الإنتاج (الإنتاج ، التوزيع ، التبادل) أي العملية الاقتصادية بمجملها ، كمـا أنهـا نتـاج المجتمعات الرأسمالية ، ولكن دورها وتأثيرها ونتائجها أو عواقبها لا تقتصر علـى تلـك المجتمعات المتقدمة فحسب بل تمتد ، سلباً أو إيجاباً إلى بقية بلدان وشعوب العالم ، ومنها البلدان النامية . وفـي ظـل الدخول فـي عصر العولمة التي تمتاز بتعقدها الشديد ، ومـا يعنيـه ذلـك مـن تغييرات متوقعة فـي جميع مناحي البنى الحياتية ، ساهمت العولمة فـي زيادة حـدة المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية فـي أنحاء العالم وأدت الحواجز التجارية الجديدة وتكرر الأزمات الاقتصادية والماديـة ، إلـى اتساع الفجوة بيـن الشمال والجنوب إذن أنهـا التداخل الواضح لأمـور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والسلوك ، دون اعتداد يذكـر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو انتماء إلـى وطـن محدد أو دولـة معينة ، ودون الحاجة إلـى إجراءات حكومية وعليـه سيتم تنـاول الموضوع ووفقـاً لمتطلبات البحث وكالآتي :-
ـ ماهيــــة العولمـــة .
ـ ماهية صنـع السياسة العامة .
وتستنـد العولمــة علــى آليـات ومؤسسـات مختلفـة تعكــس آيديولوجيـة النظـام الرأسمالـي والتـي تعتمـد علـى آليـة السـوق وسياسـة الانفتـاح الاقتصـادي . والعولمـة تهـدف إلــى سياسـة الانفتـاح الاقتصـادي فــي العالــم . وتهـدف العولمـة أيضــاً إلــى الانفتــاح فــي مختلــف الجوانـب (السياسيـة ، الاقتصاديـة ، والاجتماعيـة) بـلا حـدود أو قيــود . وأنهــا تعتــم علــى مختلـف الآليـات لتحقيـق أهدافهـا ونواياهـا . إن الغايـة الأساسيـة الآليـات العولمـة هـي تمكيـن قـوى العولمـة مـن فـرض هيمنتهـا وسيطرتهـا الاقتصادية والسياسية على دول (الجنوب) وجعلها تابعة لدول (الشمال) وعلـى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وعليـه سيتـم تنـاول هـذا الفصـل مـن خـلال مبحثيـن ، تضمـن :-
ـ المبحـث الأول : آليـــــات العولمــــــة .
ـ المبحـث الثاني : آليات العولمة وتأثيراتها في البلدان النامية .
تعتبـر مصـر مـن أولـى الأقطـار العربية التـي اتجهـت إلـى تبنـي سياسـة الانفتـاح الاقتصـادي ومـن هنـا تعــد خبـرة مصـر ثريـة فـي زوايـا عديـدة ، وجديـرة بدراسـة وتحليـل أثـر العولمـة فـي مختلـف الجوانـب (السياسيـة والاقتصاديـة والثقافيـة). وفـي إبريـل (1973) أعلـن لأول مـرة فـي مصـر عـن اعتمـاد سياسـة حكوميـة تقـوم علـى ضـرورة الانفتـاح علـى العالـم الخارجي . إذ أعلنـت الحكومة عـن عزمهـا . علـى تشجيـع رأس المـال العربـي والأجنبـي ، حيـث وجهت الدعوة للاستثمارات الأجنبية للعمـل فـي ظـل رعايـة القانون الجديـد رقـم (43) لسنـة (1974) ، والـذي أعطـى ضمانات واضحة ضـد التأميـم ، بالإضافة إلـى حوافز كبيرة واستثنـاءات هامـة وإعفـاءات مــن قيـود التسعيـرة للمساهمـة فـي مشروعـات الاقتصـاد المصـري وعليـه سـوف يتـم تقسيـم الفصـل إلـى مبحثيـن وكالآتـي :-
ـ المبحث الأول : الإطـار المؤسسي لصنـع السياسة العامة في مصر .
ـ المبحث الثاني : تأثير آليات العولمة في مصنع السياسة العامة في مصر.
العولمة وضع السياسة العامة في بلدان الجنوب (مصر انموذجا )
number:
1340
عربية
College:
department:
Degree:
Supervisor:
الدكتور هشام حكمت عبدالستار العزاوي
year:
2011