السياسة الخارجية الامريكية حيال الخليج العربي بعد عام 2003

number: 
1380
عربية
Degree: 
Author: 
عبد الجبار كريم عبد الامير الزويني
Supervisor: 
الدكتور فكرت نامق عبد الفتاح العاني
year: 
2011

تكمن أهمية الموضوع قيد البحث الموسوم بـ ( السياسة الخارجية الأمريكية حيال منطقة الخليج العربي بعد عام 2003) ، في المكانة التي تحتلها منطقة الخليج العربي في مدرك الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أرادت من وراء احتلالها للعراق تحقيق أهدافا استراتيجيا جوهرية، وعلى قدر كبير من الأهمية في منطقة الخليج العربي عبره، وبما يخدم سياستها الخارجية في الخليج العربي،والمنطقة الحساسة على المستوى العالمي ، إذ شكل احتلال العراق في العام 2003، نقطة انطلاق للولايات المتحدة الأمريكية في أتمام بسط هيمنتها على منطقة الخليج العربي مما أدى إلى تحقيق الأهداف وتأمين المصالح الإستراتيجية العليا لها في الخليج العربي عبر العراق وصولا إلى جعله نقطة الارتكاز الجديدة لتحقيق هذه الأهداف. وهنا عمدت هذه الدراسة إلى التركيز في منطقة الخليج العربي، وما هي النظرة الأمريكية لهذه المنطقة عبر توظيف مقومات القوة التي تمتلكها هذه المنطقة، والتي تدرك الولايات المتحدة الأمريكية بأنه يمكن عبرها تحقيق أهدافها المستقبلية في استمرار هيمنتها على العالم والتحكم به ، إلا أن ذلك لا يعني : انتفاء وجود الكوابح التي تعيق هذه النظرة لهذه المنطقة، وتغير من الدور الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من الخليج العربي أن يمارسه،ولذا تنبع أهمية هذه الدراسة من الأهمية الجغرافية والإستراتيجية والاقتصادية للخليج العربي، والنظرة الأمريكية له لذا رأيت هذا الموضوع جديراً بالبحث والدراسة بعدما برزت أمامي إشكاليات علمية منها : ما الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية لأن تتعامل مع منطقة الخليج العربي كأحد أهم أولويات الإستراتيجية ، فضلاً عن المتغيرات الداخلية والخارجية التي أسهمت في صنع القرار السياسي الخارجي للولايات المتحدة . ممّا حدت بي هذه الإشكاليات إن أسعى لإثبات الفرضية العلمية لهذه الدراسة والتي مفادها " أن احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق في العام 2003 ، جاء مكملاً للسياسة الخارجية الأمريكية في مسعاها لاحتكار منطقة الخليج العربي لما تنطوي عليه هذه المنطقة من أهمية إستراتيجية تتعلق بمخزونها النفطي وموقعها الاستراتيجي ، فضلاً عن العوامل التي تتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي ، ومن ثمّ فأنه يمكن اعتبار العراق المحك الرئيسي لنجاح السياسة الخارجية الأمريكية في تحقيق أهدافها في منطقة الخليج العربي ، أو العكس قد يؤدي إلى فشل السياسة الخارجية الأمريكية حيال الخليج العربي بعد العام 2003 ، أثبتنا فيها فرضيتنا الأساس : وهي " أن الحلم الامبروطوري للولايات المتحدة الأمريكية ، والمتمثل في السيطرة والهيمنة على العالم بشكل عام ، والخليج العربي بشكل خاص ، وقد تحطم على صخرة العراق بعد دحض الادعاءات بحيازته لأسلحة الدمار الشامل ، وبعد تصاعد المد الأصولي الإسلامي ، وتزايد المؤيدين لمخطط القاعدة الذي يستهدف الأمن القومي والمصالح الأمريكية . ولإثبات هذه الفرضية العلمية اتخذت عدّة مناهج وسيلة لذلك :-
1. المنهج التاريخي : إذ تم استخدام هذا المنهج في دراسة تطور السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي منذُ العام (1968-2003)لاستقراء العلاقات الدولية من أهمية خاصة في فهم المعطيات السابقة والإعانة بها بشكل نسبي لفهم الواقع الحالي .
2. المنهج التحليلي : تم اعتماد هذا المنهج في دراسة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الخليج العربي بعد العام 2003، فضلاً عن الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية والجيوبولتيكية التي تحتلها منطقة الخليج العربي.
3. المنهج الاستشرافي الاحتمالي : في تحديد مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية حيال منطقة الخليج العربي في أطار مشاهد مستقبلية محددة.
وفي ضوء الإشكالية الأكاديمية وانطلاقاً من الفرضية العلمية التي تم برهنتها أصبح من الضروري صياغة هيكلية هذه الدراسة بالشكل الآتي :يتناول الفصل الأول : السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي ، وتم تقسيمه إلى مبحثين: تناول المبحث الأول " تطور السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي " ، أما المبحث الثاني فتناول : " دوافع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي " . في حين أشار الفصل الثاني " إلى دراسة المتغيرات المؤثرة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي ، وأنقسم على مبحثين : تناول الأول " المتغيرات الدولية ، في حين تناول المبحث الثاني " المتغيرات الإقليمية " . وخُلص الفصل الثالث : " إلى دراسة هياكل صنع السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي ، فأنقسم بدوره إلى مبحثين : المبحث الأول " الهياكل الرسمية " أما المبحث الثاني : فتناول الهياكل غير الرسمية " . بينما الفصل الرابع تناول : " السلوك السياسي الخارجي الأمريكي تجاه منطقة الخليج العربي ، وتم تقسيمه على أربعة مباحث ، تناول المبحث الأول : السلوك السياسي الخارجي الأمريكي تجاه أمن دول مجلس التعاون الخليجي ، أما المبحث الثاني " السلوك السياسي الخارجي الأمريكي تجاه العراق ، في حين تناول المبحث الثالث " السلوك السياسي الخارجي الأمريكي تجاه إيران ، أما المبحث الرابع " مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج العربي " . وخلصت الدراسة بجزئها الأخير عبر خاتمتها إلى جملة من الاستنتاجات كان أبرزها .
1- أن الموقع الجيوستراتيجي الذي تمتاز به منطقة الخليج العربي جعلها ذا أهمية في أدراك وفكر مخططي وصناع القرار الأمريكي سواء قبل الحرب الباردة أم بعدها، ولذا سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى توظيف هذه المنطقة بما يخدم مصالحه.
2- تضم منطقة الخليج العربي مواردً كثيرة ذات أهمية لإقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية ، ممّا يعزز من موقعه قبالة الاقتصاديات العالمية المنافسة ، وعلى رأسها: النفط والغاز الطبيعيين ، فضلاً عن استمارات الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي والتي أسهمت هي الأخرى بتعزيز الاقتصاد الأمريكي ، لذا أصبحت منطقة الخليج العربي في صلب الأمن القومي الأمريكي، ومحور اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية الساعية إلى الهيمنة والنفوذ.
3- أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما كانت تتوجه للحرب ضد العراق كانت تعلم أن الانتصار الأكبر هو الانتصار على القوى العالمية التي تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في قمة النظام العالمي الجديد،والتي تحاول هذه القوى منافسة ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية على قيادة هذا النظام ، فهنالك روسيا التي تسرع في اعتلاء مكانة مناسبة ومنافسة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ، وهنالك الاتحاد الأوربي الذي تتعاظم قوته، والذي يعمل حالياً على الاضطلاع بمهمات واتفاقيات أمنية مع دول الخليج العربي، وهنالك أيضاً الصين التي تحاول بناء قوتها العالمية في خطوات ثابتة ، لكي تؤمن لها مركز مرموق في النظام العالمي الجديد.