أن ظاهرة التقارب الاقتصادي بين دول العالم أو ما نسميها اليوم بالعولمة أو الكوكبة أو الكونية أو غيرها من المصطلحات ليست وليدة السنوات الأخيرة، بل مرت بمراحل تطور عديدة كي تصل إلى صورتها الحالية، لذلك فأن صياغة مفهوم أو تعريف للعولمة يصبح معقداً كونها ذات إبعاد شمولية إذ تختلف العولمة من ناحية تضمنها محور ثقافي عن تلك ذات البعد الاقتصادي أو السياسي، ولمرور النظام الاقتصادي العالمي الجديد بأربع حقب تاريخية كما صنفها الباحثون بجعل مسألة فهم العولمة ومن ثم أعطاء التعريف لها تحتوي على جانب من الصعوبة. والعولمة كمفهوم تشير إلى التوسع والتعمق والإسراع بالارتباط العالمي وقوة الميل للارتباط المتبادل في العلاقات الاقتصادية الدولية، وبشيء من التبسط فأن الوجه الاقتصادي للعولمة يشير إلى تقليل العوائق أمام التيارات الدولية من السلع ورأس المال والمعرفة على نطاق العالم ككل وبذلك فهو يسعى إلى تمرير التجارة العالمية وعولمة النشاط الاقتصادي العالمي الذي يؤسس إلى بداية مرحلة جديدة. ترتيباً على ذلك سنتطرق في هذا الفصل لمفهوم العولمة من حيث الاصطلاح وتميزها عن المصطلحات المرادفة الأخرى،من ثم الانتقال إلى تعريف العولمة وإيجاز ابرز مابرع فيه الكتاب من تعار يف للعولمة،وصولاً إلى دراسة آليات العولمة سواءً الاقتصادية أم المعلوماتية واخيراً السياسية.