الصراع الدولي حول منطقة البلقان بعد الحرب الباردة "دراسة حالة كوسوفو"

number: 
670
عربية
Degree: 
Imprint: 
علوم سياسية
Author: 
غزوان عواد خضر الجبوري
Supervisor: 
د. فكرت نامق عبدالفتاح العاني
year: 
2008

تُعد منطقة البلقان من المناطق التي حظيت بوزن واهتمام كبيرين في تفاعلات العلاقات الاقليمية، وفي توازن القوى الدولية، وقد جاء هذا التاثير من موقع المنطقة الاستراتيجي المهم الذي يمثل حلقة وصل بين الكثير من مناطق العالم، فضلاً عن ثرواتها الطبيعية الهائلة. كل تلك المميزات جعلت تلك المنطقة عُرضة للكثير من الصراعات بين مختلف الامبراطوريات والدول على مر العصور من أجل السيطرة عليها لما تعطيه تلك المنطقة من أهمية لاستمرار تلك القوى وبسط نفوذها في مختلف أرجاء العالم، إذ أدركت تلك الأمبراطوريات والدول بان سيطرتها على تلك المنطقة الاستراتيجية تعني سيطرتها وتحكمها بالعالم. وبذلك كانت منطقة البلقان مسرحاً للكثير من الصراعات بين أمبراطوريات عالمية، إذ استطاعت الأمبراطورية العثمانية في القرن الرابع عشر من السيطرة على تلك المنطقة القريبة منها وأدى ذلك إلى صدامها مع إمبراطوريات أخرى كانت موجودة في تلك المنطقة وكان من أهمها الأمبراطورية النمساوية، وقد قادها ذلك الى صراعات وحروب طويلة مع تلك الأمبراطوريات. ثم جاءت بعد ذلك احداث الحرب العالمية الاولى عام 1914 التي انطلقت شرارتها الأولى من منطقة البلقان لتعكس صورة الصراع بين القوى الدولية حول هذه المنطقة. جاءت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية عام 1939 التي دارت اغلب معاركها في تلك المنطقة ايضاً لتعكس من جديد أهمية المنطقة في توازن القوى الدولية وفي مستقبل تلك القوى. ومع دخول عقد التسعينيات من القرن العشرين، بدات الأنظار تتجه نحو منطقة البلقان، إذ ظهر اقليم كوسوفو بوصفه بؤرة لصراع عدد من الدول بُغية السيطرة عليه والتحكم به. فاندلعت أحداث أقليم كوسوفو، ذلك الاقليم الذي يقع في منطقة حساسة من اوربا وتسارعت للسيطرة عليه قوى دولية كثيرة وان صراع تلك القوى ياتي امتداداً لصراعات طويلة دارت للسيطرة على الاقليم مُنذُ ايام الامبراطورية العثمانية ومعركة كوسوفو عام 1389، وياتي هذا الصراع بين تلك القوى للسيطرة على الاقليم من الموقع الحساس والاستراتيجي الذي يتمتع به الاقليم، لذلك عُدّ عند أغلب القوى الدولية بانه مفتاح السيطرة على البلقان وان السيطرة عليه تعني التحكم بمنطقة البلقان بشكل كامل، فضلاً عن ما يحويه الاقليم من امكانات اقتصادية كبيرة وثروات معدنية هائلة، لذلك أصبح أقليم كوسوفو عنصراً فاعلاً في صراعات القوى الدولية للسيطرة على البلقان. وبذلك تاتي أهمية هذه الدراسة من انها تتطرق لموضوع حيوي ومهم وهو موضوع يتميز بالتطور، إذ يبين الجذور المختلفة التي أدت الى نشوء الازمة وتطورها سواء كانت جذور سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية، وكذلك يبين اهم القوى الدولية التي سعت للسيطرة على ذلك الاقليم والدوافع التي وقفت وراء هذا التوجه.